كلمة المشرف العام عن تهيئة بيئة العمل لذوي الإعاقة


تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا شاملا بتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، وتكفل لهم جميع حقوقهم دون تمييز، مع ضمان تكافؤ الفرص وإزالة الحواجز التي تعيق مشاركتهم الفاعلة في المجتمع. وتلتزم بتوفير بيئة شاملة وخدمات صحية وتعليمية واجتماعية متكاملة، تعزز اندماجهم في مختلف مناحي الحياة. وتعد تهيئة المؤسسات التعليمية لتكون دامجة وفعالة ركيزة مهمة لاستثمار طاقات منسوبيها، ودعم جودة التعليم على كافة المستويات. ووفق رؤية المملكة 2030، يعد دمج ذوي الإعاقة في التعليم والعمل أساسًا لتحقيق جودة الحياة وتكافؤ الفرص، واستثمارا في مستقبل وطن طموح، ومجتمع شامل يمكن الجميع من الإسهام في التنمية المستدامة وبناء اقتصاد مزدهر.
ويحقق دمج ذوي الإعاقة في بيئة العمل التعليمية مكاسب متعددة؛ فعلى المستوى الفردي، تتيح البيئة الداعمة الفرصة لإبراز القدرات وتعزيز الثقة بالنفس، وتطوير المهارات والمشاركة في صنع القرار. أما على الصعيد الاجتماعي، فيرسخ الدمج ثقافة التنوع، وينشر قيم الشمولية والاحترام المتبادل، مما يسهم في بناء بيئة تعليمية عادلة ومتوازنة. وعلى المستوى الاقتصادي والمؤسسي، تسهم تهيئة بيئة العمل في رفع الإنتاجية وتعزيز الاستقرار الوظيفي، وترسيخ مكانة المؤسسة كنموذج للمسؤولية المجتمعية. وانطلاقا من التزام مدارس الملك عبد العزيز النموذجية بتحقيق مستهدفات رؤية 2030، نعمل على توفير بيئة تعليمية دامجة ترتقي لأعلى المعايير الوطنية والعالمية، من خلال تطوير البنية التحتية لتيسير الوصول والحركة للجميع، وتوفير وسائل نقل ملائمة، وتبئي سياسات تعزز العدالة وتكافؤ الفرص وتمنع التمييز. كما نقدم برامج تدريبية وتوعوية مستمرة، ودعها تقنيا يضمن الاستقلالية والتمكين وتلتزم مدارسنا بأفضل الممارسات في الدمج التعليمي، وتوفير الموارد اللازمة لضمان جودة الخدمات، وبناء مجتمع مدرسي شامل يواكب تطلعات وطن
طموح. ونحن في مدارس الملك عبد العزيز النموذجية نؤمن بأن دمج وتمكين ذوي الإعاقة في التعليم واجب وطني واستثمار في طاقات المجتمع، يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وبناء جيل فاعل، انسجاما مع رؤية المملكة 2030 التي تعلي من قيمة الإنسان وتكفل حق الجميع في التعليم والعمل والمواطنة المتساوية. وختاما، فإن تهيئة بيئة العمل لذوي الإعاقة في المؤسسات التعليمية تعد ركيزة لبناء مجتمع شامل واقتصاد مزدهر، يضمن مشاركة الجميع في التنمية، ويمكن كل فرد من تحقيق إمكاناته دون حواجز أو تمييز.